تعليممن وحي القلم

أهمية أن تكون مُتماسك

أهمية أن تكون مُتماسك

مقتطفات من التعاليم التي قدمها إيفان بيكر في  وقت النهضة الروحية بالأرجنتين ، في عام 1988

أؤمن أننا على وشك  بداية زمن مجد وعظيم وتقدم كبير في نمو الكنيسة. وأؤمن أيضًا أنه لهذا السبب بالذات يجب علينا مُعالجة قضية أساسية: الحاجة إلى التماسك.

[لقد رأينا] خطر أن ننتقل إلى شيء آخر مثل أن نقترب إلى بداية خدمة جديدة بالسهولة  التي نُمزق فيها ورقة التقويم اليومية دون أن نرى تأثير الخدمات السابقة في الجماعة (كأننا نتحول من تجربة شيء إلى أخر بدون ثبات أو فهم). في هذا الظرف جاء تحذير: نحن بحاجة إلى أن نُكون ثابتين.

“وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَة” (رو2:12)

الهدف هنا هو تغييرنا. والوسيلة التي يحدث بها  هذا هي تجديد أذهاننا. الأساسية هنا أن نختبر تجديد في عقولنا حتى نتغير  ونتطور نتحول جذريًا في شخصيتنا. ليكن هذا التحول عميقاً ليُغيّر طريقة حياتنا كليةً.

هذه ليست مجرد مسألة تجديد أفكار. إن ما يقصده الرسول هنا هو أن نسمح للروح القدس أن يجعل الرسالة تثبت ولكلمات الكتاب المقدس أن تخترق أعماقنا. وهذه العملية يجب أن تستمر حتى يتضح تحول الشخص بالكامل. شخصية جديدة ، مُفردات جديدة ، أعمال جديدة ؛ أي أن الحياة نفسها تغيرت. وهذا التغيير ليس فقط في بعض التلاميذ ولكن الكنيسة كلها!

إن الأصل اللغوي لكلمة مُتماسك تعني: الأشكال المُتسقة والمتوافقة والكاملة ذات الصلة والأجزاء المُتناغمة ؛ الجوانب كلها لها علاقة ببعض، والانسجام بين الفكر والكلمة والعمل.

 

إن ما يُعادله في الكتاب المقدس هو كلمات الأمانة والصدق والاستقامة.

مزمور 25: 21 أ ” يَحْفَظُنِي ٱلْكَمَالُ وَٱلِٱسْتِقَامَةُ، لِأَنِّي ٱنْتَظَرْتُكَ…”.

مزمور 15: 1-2 ”  يَارَبُّ، مَنْ يَنْزِلُ فِي مَسْكَنِكَ؟ مَنْ يَسْكُنُ فِي جَبَلِ قُدْسِكَ؟ ٢ ٱلسَّالِكُ بِٱلْكَمَالِ، وَٱلْعَامِلُ ٱلْحَقَّ، وَٱلْمُتَكَلِّمُ بِٱلصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ”.

يشوع 24: 14 أ “فَٱلْآنَ ٱخْشَوْا ٱلرَّبَّ وَٱعْبُدُوهُ بِكَمَالٍ وَأَمَانَةٍ… ”

  1. التماسك هو شيء لا غنى عنه:

نُدرك أنه عندما نتحدث عن التماسك ، فإننا نُعالج قيمة ضرورية لعلاقتنا مع الله ومع الآخرين. علاوة على ذلك ، إنها قيمة لا غنى عنها لتكون فعالة في خدماتنا. هناك أربعة أمور يجب أن نُركز على السعي إليهم:

  • يجب انا ما نقوله وما نُعلنه يكون في اتساق تام على ما نحن عليه. يجب أن يكون هناك تناغم بين ما يبدو علينا في الظاهر وما نحن عليه بحق في الباطن. (المظهر, والجوهر), (الأفكار, مع الأقوال والأفعال).
  • يجب أن يكون هناك تطابق بين ما يبدو علينا وما نحن عليه وما نقوم به.
  • علاوة على ذلك ، يجب أن يتطابق ما نبدو عليه ، وما نقوم به مع إرادة الله لحياتنا.
  • ولن نكون مُتماسكين ما لم تتطابق نتائج خدمتنا مع مطالب الرب ورغبات قلبه.
  1. التماسك الشخصي:
  • في شركتنا مع الله.
  • بانفتاحنا بنقاء وإخلاص مع شركائنا في العمل الروحي.
  • في زواجنا وفي التربية الصالحة لأطفالنا. هذه شروط لا غنى عنها في خدماتنا. سيكون من غيراللائق ان نفشل في رعاية منازلنا و مع ذلك نحاول بناء بيت الله. إذا فشل الراعي في تربية أبنائه في الرب وبالتالي تخلى عن الوظيفة الرعوية ، فسيكون هذا تماسك حقيقي؛ لطاعة الرب وتكريم الكنيسة.
  1. التماسك في مواجهة الظروف الصعبة:

نواجه أحيانًا مواقف صعبة للغاية حيث تكون سلامتنا على المحك. هُنا نُقرر إذا كان ملكوت الله هو الأسمى أم أننا سنعمل حسب راحتنا.

 

كان على الكثير منَّا أن يواجه مُعاناة شديدة واحتقار وحرمان عندما عمدنا الرب بالروح القدس. طوبى لأولئك الذين مرّوا بتلك الخطوة الروحية بغض النظر عن الثمن الذي دفعوه. فقد البعض أفضل أصدقائهم وكرامتهم. وفقد آخرون قاعدة دعمهم. هؤلاء وضعوا الله أولاً وانتصروا. كانوا مُتناغمين مع دعوته. سنكون غير مُتماسكين إذا علمنا من الله أنه يجب علينا القيام بدور خطير في خدمتنا، ولم نفعل ذلك لتجنب المعاناة من العواقب أو لأن البعض يشعر بالشيخوخة ويقول “في هذه المرحلة من الحياة لا أستطيع أن أتغيَّر”.

 

  1. كن مُتماسك في الخدمة

من غير المُناسب أبدًا أن تتكيف خدماتنا وفق الظروف ، وما نحب ، وما هو شائع ، أو ما لا يُسيء. إذا فعلنا ذلك، نتوقف عن إرضاء الله ونعمل لارضاء الناس. سوف نضع أنفسنا مع أولئك الذين “طلبوا مجد البشر أكثر من مجد الله” ، أو مع أولئك الآخرين الذين “اتبعوا يسوع سرًا ، خوفًا من اليهود”.

 

ولكن هناك شيء آخر ربما يمسَّنا بشكل أعمق إذا استسلمنا لقبول فكرة أن خدمتنا تُحدث نتائج أقل من تلك التي أشار إليها الرب. هذه هي أخطر مشكلة يجب أن نواجهها. لقد أعطانا الله النور لفهم أعمق لرغبات قلبه ولكنيسته. لقد كشف لنا أن الكنيسة يجب أن تكون المظهر الجسدي لمملكته في وسط الأمم وأن الكنيسة يجب أن تعيش كعائلة على الأرض. لقد تعلمنا أن الله يُريد أن يكون كل واحد من أبنائه متوافقاً مع صورة ابنه وأننا أمة كهنة، نعلن المسيح.

نحن نعلم أن كل هذا حقيقة لا جدال عليها. لكننا نُدرك أيضًا أننا لا نعيش على مستوى هذا الإعلان الذي استلمناه ، كما أننا لا نتقدم في هذا الاتجاه. يجب أن نُدرك أن ثمرة خدمتنا بشكل أساسي تُظهر أننا غير متماسكين.

 

الهدف الأبدي لله: بالنسبة للكثيرين ، فإن الهدف الأبدي لله ليس أكثر من موضوع يتم تعليمه من وقت لآخر. وهذا بعيد جدًا عن الاختراق التي يشاء أن يصنعه الرب في كل جوانب عملنا معه وفي تغيير اساسيات عملنا الروحي لتتجه نحو مقصده الأبدي.

بشارة الملكوت: لقد تلقيّنا من الله رؤية واضحة لبشارة الملكوت. نحن نؤمن أن الإنجيل هو أساس حُكم الله القائم والعامل في كل تلميذ. ولكن هناك الكثير من الإنجيل الإذاعي والتلفزيوني والتنافسي بحيث يبدو أن الإنجيل الحقيقي كأنه يتلاشى، ولم تعد الإجتماعات تتكون من تلاميذ مُتحمسين، يؤمنون بكل ما يقوله المسيح ويفعلون كل ما يأمر به. بشكل عام ، لدينا مفاهيم واضحة ، ولكن من الناحية العمليَّة يبدو أن هناك عودة إلى:

  • الخلاص بدون تعهُّد حقيقي
  • معمودية رمزية
  • تكريس اختياري.

بعض الرعاة غير مُكرَّسين لتجديد حياة الرعيّة ، بل فقط للإبلاغ.

جميع المُخلَّصين كهنة: قليل من الأفكار الشيطانية كانت فعَّالة في تدمير سُلطان الكنيسة الكهنوتي على الأرض مثل: التقسيم الذي تم بين رجال الدين / الكهنة / الخدام مقابل العلمانيين / الشعب / الجماعة. يجب أن نعترف بأن هذا هو ما تميل إليه اجتماعاتنا. كيف يُمكننا منع  النظر إلى القساوسة والرعاة كشيء مُنفصل عن الجماعة ولهم مكانة خاصة إذا كانوا يتحدثون من منابر عالية؟! لقد قُمنا بتلميع وعظنا بشكل جيد للغاية. لا أعرف ما إذا كان الصيَّادون في الجليل (التلاميذ) مؤهلين ليكونوا وعّاظ اليوم.

 

نُعلن أنه لا يوجد سوى دعوة واحدة ووحيدة لكل تلميذ، وأنه لا توجد دعوة لإنقاذ نفسه وأخرى لتكريس نفسه. نقول أنه لا توجد دعوة لأحدهم  أن يكون تلميذا وآخر ليكون خادم. نُشدّد على أن الخلاص مُرادف للتكريس والقداسة والخدمة. نقول إننا أُمة من الملوك والكهنة وأن كل تلميذ مدعو لخدمة الله والناس ، ولكن في الواقع ثمرة ذلك لا تظهر إلا في بعض القطاعات.

  1. هل نعظ بالمفاهيم أم نبني بحق؟

لا تتعلق خدمتنا فقط بالحصول على مفاهيم وإعلانات مُمتازة ؛ يجب أن تتحول هذه المفاهيم إلى حياة وتخترق ، “إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ ٱلْإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ٱبْنِ ٱللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ..” أفسس 4 : 13

كل ما أمرنا يسوع أن نفعله ، يُمكننا القيام به. لن يرسلنا أبداً للقيام بمُهمة لا يُمكن تحقيقها. لقد زودنا بهذه النعمة والمجد والقوة التي يُمكنّوننا أن نقولها حقًا ، “أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي”. فيلبي 13:4

إن إحدى عجائب الله العظيمة هي الطريقة التي وهبنا بها تحقيق أهدافه في العالم. مواردنا فريدة ورائعة. فقط أبانا يُمكن أن يصب لأولاده ثروات وفرة نعمته وقوته ، لأن المسيح نفسه ، من خلال الروح القدس ، يسكن فينا. هو الذي يقوم بالعمل. ونحن فقط نتعاون معه.

لكن يُمكن أن نُشغل أنفسنا بالمفاهيم الروحية دون أن نضع طاقتنا في السعي لتحقيق النتائج. يجب أن نعرف ماذا نفعل وكيف نفعل ذلك. ولكن بمُجرد توضيح ذلك ، يجب إعطاء كل الاهتمام لتحقيق النتيجة المطلوبة منَّا على أرض الواقع .

 

أخذت العديد من الحركات المفاهيم وجعلتها شعارات لها، بشَّروا بها، أصَّروا عليها وفرضوها وحاربوا كل من لم يقبلها. تم تقسيم جماعاتهم حتى من قبل هذه المفاهيم ، لكنهم في النهاية لم يعيشوها. إن التحدي الحقيقي لخدمتنا هو بناء كنيسة تعيش على ضوء النور الذي تلقته من المسيح ليُصبح حقيقة مُعاشة.

 

 

 

خاتمة:

إنني أحثُّ الكنيسة بأسرها على حماية كل ما تلقيناه بغيرة حقيقية.

 

✔ دعونا نُبقي رسالتنا بسيطة. كان يسوع بسيطًا. لفهم وصاياه ، لا نحتاج لأن نكون لاهوتيين أو علماء. إنها لـ “الأطفال”.

✔ لا يُمكن أن نكون مُتماسكين إذا كنا قلقّين بشأن أشياء كثيرة. “كثرة المعرفة لا تُنتج حياة”.

✔ لاهوتنا ليس الكتاب المقدس كله وحسب؛ إنما وصايا يسوع. وصاياه المُعاشة في حياتنا هي ما تُشكل لاهوتنا.

✔ نعطي الأولوية في المقام الأول لإقامة علاقات وثيقة بين الرعاة والخُدَّام وقادة البيوت وجسد المسيح كله. يجب أن يكون هذا هو الهدف الرئيسي للمجموعات البيتية.

✔ دعوا وعظنا يكون أكثر نبويَّة وأقل تعليم. يجب أن يكون هناك قدر أقل من الوعظ والمزيد من الشهادات الحيَّة.

✔ دعنا نتحدث أقل ، لنفعل المزيد.

✔ دعنا نتحدث أقل ، دعنا نصلي أكثر.

✔ دعنا نعيش أولاً ،ثُمَّ نُعلِّم لاحقًا.

✔ لنفعل ما نطلب من الآخرين القيام به.

✔ لنكن مُتماسكين وثابتين.

إذا قلت آمين. فخذ خظوة اليوم

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى