رسالتي الثانية للجيل الأخير

أختي/ أخي المُحارب معي في كل مكان……
يا من تفرح نفسي وتتهلل روحي بوجوده وصمته وصبره وآناته وأناته، لتكن لك نعمة خاصة وليحفظ الرب رجلك غير عاثرة في أيام يزداد فيها ظُلمة العدو وهيجانه وبطشه، ولكن ما أحلى سيدنا الذي يُزيد لنا نعمة فوق نعمة ومعونة فوق معونة، ورفعة لنا حتى لا تصطدم أرجُلنا بقوالب الطريق العثرة والذي يزيد لنا قوة لإحتمال المشقّات، وعبور برية هذا الجيل بصراخ مُكرسين ونور وخبز وماء حتى لانتضوّر جوعاً في مجاعة هذا الجيل، بل أصبح العريس نفسه خبزنا الحي النازل من السماء وخروف فصحنا الذي لابد وأن نأكله كله كما أوصانا سيدنا.
أن نأكل رأسه مع أكارعه وجوفه؛ فالرأس لنا فيه فكر المسيح، والجوف لنا فيه احشاء المسيح، والأكارع لنا فيها مسلك الخارج للحرب…فلنأكله كله إذاً.
أيها الجيل الفريد جاءتك رسالتي الأولى مُشجعة ومُحفزة وملآنه بشوق أخ تشتّت عائلته للغربلة ولتجول مُبشرة بالكلمة، جاءتك كعلامة على الطريق حتى إذا وصلتك يكون لك رجاء إن كنت وحيداً فلست وحدك!
وها هي رسالتي الثانية تأتيك مُحذرةً ومنذرةً حتى لاترتخي أقدامك في طريق وعر يجول فيه الصعلوك مُتشبهاً بأسد في محاولة بائسة ليبتلع من تراخى أو تهاون أو تعلقت بأقدامه تراب الرحلة والتصق بتراب الأرض باحثاً عن راحة بعيدةً عن طاعة العريس، ولكن هيهات إذ أن الأسد الحقيقي الخارج من سبت يهوذا يجول مُشددًا من تراخى أو أرهقته معارك الزمان الأخير.
جئت اليوم لأُذكرك أنك في الأصل تلميذ للسيد ومُحارباً في جيش قد أعده الرب بنفسه ليخوض معارك هذا الزمان، فلا تخف ولا ترتبك بأمور الحياة لأنه ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأمور هذه الحياة، فالجندية يارفيقي غالية جدا وباهظة الثمن، فلا ترتخي او تتراخى أو تتشبث بأمور الحياه.
وتذكر أيها الجندي المغوار أننا في طريقنا لا نتلمس النجاة بل نُحارب من أجل الحياة. والنجاة تحتاج إلى تنظيم وترتيب ومحاولة لتفادي ضربات العدو والدفاع الدائم، أما الحياة ففوضوية لجسدانياتنا وغير مُريحة لثوابتنا وقناعاتنا، والحياة في المسيح خُلقت لتستفز مناطق راحتنا وتضعنا في خط الهجوم وليس الدفاع.
فنحن جنود المعركة الأخيرة يتم تدريبنا تدريب خاص جداً حتى نتخلص من أخطاء الأباء وننفض عنا نجاحات وفشل الماضي ونلتصق بالحي القائم من الأموات هنا والآن… فالجندية غالية جداً يارفيقي وتستحق المُعاناة، فنحن نحارب من أجل حياة الملكوت ونخرج وراء قائد عزم أن يطلق المأسوريين أحرار لذا يُحررنا من الكل حتى نسير معه في طريق التحرير.
لقد أُخترت أيها المقدام لتكون مُشاركاً في معركة كل الأزمان، المعركة التي ترجاها آبائك ويأمل خروجها ابناء جيلك ويتشوق لها مُستقبل أبنائك. فلقد دُعينا لأن نكتب تاريخ جديد سيكون هو مُستقبل الكنيسة بالنهاية، فالتكلفة غالية جداً والإعداد صعب جداً، والنفس مُنسحقة من شدة التدريب ولكن تذكر غاية الحرب ومع من نحن! وأي قائد هو أمامنا!!
فالعدو يُريدنا أن نتوه في وادي القرار وأن نتعثر في شدة الظلام ولكن ما دٌعينا إليه أن نكون منارات ليل في بحرٍ عميق، كلما أزداد الليل سواداً كلما أضاءت منارتنا لتُري الطريق لكثيرين، ومانصنعه اليوم ملكوتي، تذكر أن كل ما دعاك إليه السيد ولو يبدو بسيط لك أو حتى كان في غرفتك فبه يؤسس السيد باب خروج جديد لأجيال قادمة، فأعمال الملكوت لاتموت وطاعتك اليوم ليست قائمة على هذه اللحظة وحسب، بل في الروح أنت تفتح طريق ومسار لمن هم بعدك حتى يكون الأمر سهل لهم، فمنّا من سُيعطي دمه شهادةً وصُراخ، ومنّا من سيموت موت السُمعه والسيره، ومنّا من سيحاول أن ينهشه العدو بكل الطرق ولا يعلم أنه بهذا يُزيدنا صلابةً وقوةً ويُزيد من مساحات الملكوت ونقاء قلوبنا… وحينما يظن العدو أنه أدخلنا القبر جتة هامدة، وقد دحرج حجر لايُمكن زعزعته، فهناك من يعرف طريق الخروج من القبور وسيُنادي علينا بعلو صوته… أيها الجيل هلُمَ خارجاً وحينها سيكسو الروح عظامنا من جديد وينشر العصب من جديد وسنخرج جيشاً عظيماً، وما كان في السابق فوضى وزعزعة سيظهر انه كان ترتيب إلهي مُحكم لا يضاريه أي شيء وُجد على الأرض من قبل، فالسيد يتجسد من جديد في هذا الجيل.
وأعلم أننا وإن كنّا لا نأبه ببطش العدو الخارجي لكن الحرب شديدة جداً لتُمسكك من داخلك وتمس قداستك وأمانتك وأن ينهكك العدو لتتراخى إذ يُثيرك حتى تتمرد على الجميع حتى السيد، ولكن إذ أننا لا نجهل أفكاره….. أدعوك يارفيقي أن لا تترك نفسك عُرضة لشهوات الجسد أو جرح العلاقات أو أن تشعر أنك ضحية الماضي. فلتتقدس في المسيح ولتُصلب ذاتك القديمة معه، ولتتحرر من الغيرة والحسد والغضب ولا تنسى برغم كل ماهو حولنا من فساد أننا جيل خاص وشعب أقتناء وأمه مقدسة لا يكفينا أن نكون جُزئياً مُخصصين بل أننا بالكامل له وبدون مُساومة أو تردد، ولا تجعل العدو يخدعك بكبرياء الذات أنك أفضل ممن حولك وأنك وحدك من يملك الحق أو التعليم الصحيح، فلاتنسى أن مكانك عند أقدام السيد لنأكل منه دون شبع، ولا تنسى أنك ملكوتي ليس لفضل منك بل لنعمة من أختار جُهال العالم والمُذدرى وغير الموجود ليُبطل بذلك كل حكمة أرضية نفسانية شيطانية وليعلو أسمه وحده له المجد.
أيها الجيل الحر من العالم وخاضغاً لأبي الأنوار، أيها الجيل الذي لا يهتز ولا ينحني إلا لحزن العريس ووجعه، يا من وهب نفسه وكرس حياته لمُبايعة السيد دون شروط…. أصرخ إليك ألا تتراخى وألا تأخذ من تعب الطريق حُجة للتباطؤ أو لتسريبات النعمة وثغراتها في حياتك وألا يُعطل أحد فخرك… فكن حراً وتقدم بكل فخر وثبات واتضاع.
أيها المُحارب المقدام… روحي معك وصراخي لأجلك أن يُعينك الروح القدس وأن تكن رسالتي بمثابة بوق تحذير واستيقاظ، فلقد اقترب ميعاد معركتنا الأخيرة، ونُصرتنا قادمة فلا ترتعش أو تجلس هنا في أرض الإغواء بل أستمر في تدريباتك مُنتظراً المعركة الحقيقية حتى نأكل من تعب أيدينا ونبتهج سوياً
كن مُتيقظاً يا رفيقي
الجندي معك أندرو
25-8-2017