خطاباترسائل إلى هذا الجيلمن وحي القلم

رسالتي الأولى للجيل الأخير

أكتب إلى ملاك كنيسة الجيل الأخير…..

أكتب إلى ملاك الكنيسة والذي هو ليس شخصاً بل جيلاً، ليس فرداً بل جماعةً، ليس حزباً بل كنيسةً قائدة، ليس إنساناً بل جماعة خرجت تحمل أكفانها لأجل الحق، باعت مناطق راحتها لأجل أسمه ومجده وحبه ومبايعته رباً دون حدود أو شروط أو فروض.

أكتب إلى هذا الجيل الذي خرج خروجاً لارجعة فيه ولاتحول، خرج من عالمه ودُرديه، خرج من منطق راحته وطفولته، خرج من مألوفاته إلى صحراء الملكوت مبُتغياً رضى الرب وسائراً في طريق جديد وخمر جديد جاعلاً من نفسه زقاقاً جديداً.

أكتب لكل صارخ برية ولكل صارخ ليل ولكل نسر ولكل طير، ولكل تلميذ ولكل تائه متيقن من طريقه ولكل حائر مُصمم على الوصول، ولكل مُكتئب متمسكاً بسيده وفرحاً به، ولكل زليل مرفوع الرأس ولكل بائس حر طليق عزم ألا يعرف إلا المسيح وإياه مصلوباً ولكل ميت يحيا قيامته بقوتها ونورها.

أيها الجيل المُبارك إذا كانت رسالتي أتتك فأود أن أهُنئك لبقائك في أرض المعارك برغم كل المحاولات والأحباطات والأخطاء وأوقات الفشل الذي شعرت يوماً أنها أكثر من النجاحات، أيها الصديق ورفيق الطريق فلقد أتى بنا الرب إلى هذا الوقت وهذه اللحظة حتى مايؤكد لنا أننا كما رُحمنا لانفشل.

أعود بك إلى سحابة الشهود الذي قصد العلي في مقاصده الاتكتمل بدوننا؛ وكم من شاهدٍ آمين صدق ولم يرى المواعيد بل نظرها وحياها وصدقها وأقر أنه غريب وكما أبى أن يعود أو يعطي ظهره للخلف مع أن كان له مئة فرصة وفرصة للرجوع.

أيها الصارخ في برية صحراء جرداء، أشجعك انه لم يذهب صراخك هباءاً وإن كان لم يكن هناك من يسمعه، فلقد سمعته الأرض والرمال، وأستجابت له النباتات والتلال، وسجدت لمساعه الجبال.

فإن كنت تشعر بحدتك ولكنك لم تكن يماً وحيداً، وإن كان من عزموا على هذا الطريق قليلون ولكنهم ثابتونن متأصلون، مجروحون ولكن مسُتميتون  على الوصول ولن يخنعوا و يرتضوا بغير الملكوت سبيل.

أيها المحارب المقدام الذي أُصيب في أرض المعركة وأبى الركوع وحين نظر حوله لم يجد أحداً بل وثق في عريسه أنه قريب جداً وأن النصرة للرب إلهنا.

جئت اليوم أهُنئك وأعُلن شفاء جراحك وبلسان يُغطي تقرحاتك ونور جديد لنفسك ولمعان جديد لسلاحك وهجوم جديد ستُشارك فيه بكل قوة وغلبة.

أيها النسر الجريح الذي لم يكف عن الطيران والذي علم ان سر علوه ليس في جناحه بل في المدار الذي يمتطيه ويركبه، أيها النسر الشاب بمظهر عجوز والقوي بنظرة ضعيف…فأنا أعُلن لك اليوم أن سيدنا حي وهو في الهواء معنا ليُجبر كسر جناحك ولتصل للأعالي أكثر فأكثر.

أيها الجيل الغالي والعزيز والكريم الذي طالما حلمت به فوجدت نفسي في وسطه، وطالما صليت لأجله ولم أتوقع يوماً أن يبدأ هذا الجيل الفريد في أيامي.

أيها المُبارك والمحارب للحق، أيها الغني واالجميل والثائر، أيها العروس العذراء العفيفة لعريسها… مأحلى اليوم وما أصعبه، ما أقدس الزمن وما أبشعه، ما أرهب هذا المكان وما أخطره.

فلسبب لا نعلمه ولنعمة سرائرية ولاجل حق العريس، فقد أختارنا أن نحيا هنا واليوم، فالمكان محسوب والزمان مُرتب والوعود قائمة والأرض وإن كانت ومازالت تبدو خربة وخالية، فالروح الرب اليوم ليس في الهواء يرف بل فينا يعمل مجُهزاً أرض جديدة فينا حتى مايطلقنا كيوم إنطلاق الحرب، كيوم طلق المولوج الجديد، كيوم فيضان يغمر يُزلز ويهدم ثم يأتي بخير لمن فاض لهم وعليهم.

أيها المُختار، أيها المقدامن يامن أتى الوقت لتُنهي تكرار أخطاء آبائك وتوقر طريقهم وتُكمل ما بدأوه، يامن قصد لك السيد أن تكون نقطة جديدة في تحول التاريخ، وإنقباضه فريدة ليأتي بعدها المولود المُنتظر، أن تكون كلمة النهاية لزمن وكلمة البداية لأفتتاح أمر جديد، والذي طالما عشنا نسمع عنه أنه سيحدث، وفجأه أعلن عريسنا أنك أنت من سيُشارك فيه ويحرسه ويُقيمه، وما كنا نرجوه أصبح سيخرج بنا…. أيها الجيل اليتيم في المثل والمُلتصق بالآب السماوي دون شروط أو قيود.

أيها الجيل الذي صرخ لا فدفع ثمن حريته دماً وسمعةً وكرامةً وصيتاً وحياه، أيها الجيل الذي أرتضي بعار المسيح كموسى حاسباً أياه أعظم من خزائن العدو بكل مغرياتها، وفي طريقه أدرك كبولس ان الثمين لم يكن غالي بل بخث جداً حين رأي مجده وحميميته وكلما أذداد الألتصاق به أدرك خسة هذه الحياة وإذدرائها.

أيها الموان السمائي الحر؛ كانت رسالتي الأولى لك بوق هتاف وصرخة راء وشهقة عز بصوت مبحوح لتذكرك من أنت، ومن أين أتيت وتُعلن لك أن المسار صحيح وأن الأمر حق وجهادك عظيم.

          ولحديثنا بقية وإل ان يأتي الكلام ليحملك ثانيةً

                                                كن ثابتاً في الحق

                                                أخيك الذليل معك

                                                          أندرو

                                                          كُتبت من أسوان في 26/12/2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى