تعليممن وحي القلم

كسر الخبز – ياله من عمل عظيم

مفتاح إلهي هام في حياتنا

كسر الخبز

  • إن كل تلميذ حقيقي عليه أن يتبع أوامر مٌعمله، وهناك الكثير مما أمر به الرب أن نفعله كتلاميذ لأنه يحمل قوة روحية وسر مستيكي خاص بأرواحنا وسيرنا الحميمي واليومي مع المسيح.
  • وواحدة من هذه الأفعال التي امرنا بها المسيح هو كسر الخبز.

بدايةً دعونا ننظر إلى مفهوم كتابي أصيل وهو ” الأعمال النبوية”، وتعريف العمل النبوي: هو شيء نصنعه بإيمان بشكل مادي، ليعكس شيء آخر في العالم الروحي. والاعمال النبوية كثيرة في الكتاب المقدس، ويُمكن للرب أن يحكي مع كل مؤمن عن عمل نبوي خاص يقوم به في الصلاة لإعلان واقع روحي خاص “كما في السماء كذلك على الأرض”.

ومن أشهر الأعمال النبوية جاءت في سفر حزقيال 4

“وانت يا ابن ادم فخذ لنفسك لبنة وضعها امامك وارسم عليها مدينة اورشليم. 2 واجعل عليها حصار وابن عليها برجا واقم عليها مترسة واجعل عليها جيوشا واقم عليها مجانق حولها. 3 وخذ انت لنفسك صاجا من حديد وانصبه سورا من حديد بينك وبين المدينة وثبت وجهك عليها فتكون في حصار وتحاصرها.تلك اية لبيت اسرائيل “

نرى هُنا كيف أن الرب يُعطى لحزقيال بعد الأفعال النبوية ليقوم بتنفيذها على قطعة من الطين، لتصير مثل وإعلان عن شيء سيحدث لشعب إسرائيل.

عندما نفكر في كسر الخبز، غالبًا ما تتحول عقولنا إلى فعل مشاركة وجبة عشاء. ومع ذلك، في سياق المسيحية، يمثل كسر الخبز شيء أكثر عمقا. فهو عمل نبوي إلزامي من الرب لنا. في جميع أنحاء الكتاب المقدس، يتم تصوير كسر الخبز على أنه عمل موحد لا يجمع الناس فحسب، بل يذكرنا أيضًا بتضحية المسيح على الصليب. لتقدير أهمية هذه الممارسة حقًا، دعونا نفحص الأساس الكتابي والجوانب المختلفة لكسر الخبز.

26 وفيما هم يأكلون اخذ يسوع الخبز وبارك وكسر واعطى التلاميذ وقال: «خذوا كلوا. هذا هو جسدي». 27 واخذ الكاس وشكر واعطاهم قائلا: «اشربوا منها كلكم 28 لان هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا. 29 واقول لكم: اني من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي». 30 ثم سبحوا وخرجوا الى جبل الزيتون.” مت 26

في هذه الأيات نرى أن المسيح بعد عشاء الفصح مع التلاميذ، هو من أسس لهذا العمل النبوي الرائع/ بأمر مُباشر لنا وأمرنا أن نصنع هذا دائمًا لذكره. ليس هذا فقط بل أعلن المسيح له كل المجد بسر عظيم انه لن يشرب من هذا الكاس مرة أٌخرى إلا في ملكوت أبيه والذي تأسس فينا، ياله من إعلان ان المسيح له كل المجد شخصيا وبشكل فعلي يُشاركنا كسر الخبز في كل مرة نقوم بهذا العمل.

“وكانوا يواظبون على تعليم الرسل، والشركة، وكسر الخبز، والصلوات. 43 وصار خوف في كل نفس. وكانت عجائب وايات كثيرة تجرى على ايدي الرسل. 44 وجميع الذين امنوا كانوا معا، وكان عندهم كل شيء مشتركا. 45 والاملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكون لكل واحد احتياج. 46 وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. واذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب، 47 مسبحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الرب كل يوم يضم الى الكنيسة الذين يخلصون.” أعمال 2

ونرى هنا أن الكنيسة الأولى كانت تقوم بهذا العمل النبوي الرائع كل يوم في البيوت والسر الحقيقي في الابتهاج بهذا العمل الرائع وببساطة قلب وهو ما نفتقده هذه الأيام.

إذا عونا الأن أن نوضح من الكتاب المُقدس أهمية هذا العمل التي امرنا المسيح بفعله، كما فهم التلاميذ أهميته لُمارسوه كل يوم بابتهاج وبساطة قلب.

أولا: أهميته كسر الخبز:
المسيح بنفسه أوصى به وصنعه: وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». (مت 26:26)
الكنيسة الأولى مارسته: وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ. (أع 42:2) وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا، خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي الْغَدِ، وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ. (أع 7:20 )
الرسول بولس شرحه: لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا إن الرب يسوع في الليلة التي أسلم فيها اخذ خبزا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم.اصنعوا هذا لذكري. كذلك الكأس أيضا بعد ما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي.اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري. فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء. (1كور 23:11)
ملحوظة: الاهمية هنا ترجع لأن الرسول بولس لم يحضر العشاء الرباني مع المسيح لكن لأهميته أعلن له المسيح كل ما حدث ولماذا كسر الخبز.

ثانيا: فوائد كسر الخبز:
تذكار لموت المسيح:

فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء (1كو26:11)
طاعة لوصية الرب (أصنعوا هذا لذكرى):

وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكري. كذلك الكأس أيضا بعد ما تعشوا قائلا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري (1كور 24:11-25)
مشاركة فى حفل تسبيح وشكر وسجود للحمل الذي ذُبح:

 (وهذه أقرب صورة إلى التسبيح والمجد الذي فى السماء للحمل المذبوح) : وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحق أنت ان تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا للّه بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وامّة وجعلتنا لألهنا ملوكا وكهنة فسنملك على الأرض ( رؤ 9:5-10)
ممارسة عملية للشركة فى جسد المسيح:

( أى أنه بالإيمان نصير أعضاء فى جسد المسيح لكن بكسر الخبز نمارس عضويتنا هذه): فكاس البركة التي نباركها، اليست هي شركة دم المسيح؟ الخبز الذي نكسره، اليس هو شركة جسد المسيح؟ 17 فإننا نحن الكثيرين خبز واحد، جسد واحد، لاننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد. ( 1كو16:10-17)
ارتباط عملي بالوحدة مع أخوتي:

وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات. (أع 42:2)
ممارسة الكهنوت المسيحي:

 (إذ أعلن لنا المسيح أننا ملوك وكهنة ، فندخل الى هذا الفعل بالحق الكهنوتي إعلان سلطان وتقديس في المسيح..): كونوا انتم ايضا مبنيين كحجارة حية بيتا روحيا كهنوتا مقدسا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح. ( 1بط 5:2)
7ـ أحد أهم عوامل النمو الروحى ويعطى بعداً جديداً فى إدراك محبة المسيح لأننا نكون محصورين أى لا نفكر إلا فى الصليب وعمل الفداء) لان محبة المسيح تحصرنا. اذ نحن نحسب هذا انه ان كان واحد قد مات لأجل الجميع فالجميع إذا ماتوا. (2 كو 14:5)

8- إعلان الرب له كل المجد أن يأخذ الجسد والدم معنا في كل مرة نتشارك فيها كما فعل مع التلاميذ. واقول لكم: أنى من الان لا اشرب من نتاج الكرمة هذا الى ذلك اليوم حينما اشربه معكم جديدا في ملكوت ابي (مت 26)

9- قوة روحية تسير فينا للإخبار بما صنعة المسيح لأجلنا:

فانكم كلما اكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكاس، تخبرون بموت الرب الى ان يجيء. (1كو 26:11)

10- قوة ثبات إلهية في المسيح تُعطى لنا مع ممارستنا لهذا العمل النبوي الرائع:

من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه. كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب، فمن ياكلني فهو يحيا بي.  (يو 56:6-57)

في النهاية، كل عمل روحي أصيل في الكتاب هو رحلة حب وشركة مع المسيح، يُعلنه الروح القدس بالايمان في قلوبنا، يُمكننا تدميره بالتدين والتعالي والرياء، ومحاولة إدراك كل شيء في قالب ذهني عقيم، ويُمكننا ان نترك العنان لأرواحنا لتتحد مع الروح القدس وتصنع فرق، بابتهاج وبساطة قلب.

أُشجعك عزيزي أن تحرص على كسر الخبز مع عائلتك، اصدقائك او حتى في اوقاتك الشخصية مع الرب كلما سنحت لك الفرصة، لتستمتع بهذا السر الإلهي العظيم.

                                                                                                            آمين

                                                                                                          أندرو يونان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى